الهندسة الزراعية هي إحدى التخصصات الهندسية الحديثة، فكثيرًا ما قد يختلط الأمر بين تخصصين شديدي التشابه إلى حد كبير، وهما تخصص الزراعة وتخصص الهندسة الزراعية، فكل منهما يتضمن المجالات الزراعية ولكن بالنسبة لدراسة تلك التخصصات فكل منهما له اتجاه علمي خاص به ومحدد، وسوف نوضح في هذا المقال ما تحتاجه من معلومات عن تخصص الهندسة الزراعية
لم يعد مجال الزراعة في أيامنا هذه هو مجرد إنماء للمحاصيل الزراعية المختلفة والرعاية بالحيوانات والتي تعد صورة قديمة لا يمكنها الاتفاق مع أهمية هذا المجال في عصرنا الحالي فقد أصبح عصباً لمجموعة من المجالات الأخرى ذات الصلة مثل (الجغرافيا- علوم البيئة- التجارة) وغيرها من المجالات المتأثرة بالزراعة وإن الدراسات الزراعية المرتكزة بشكل أساسي على الدمج بين مجموعة عوامل بدءاً من التحديات البيئية التي تواجه المزارعين مروراً بالضغوط الكبيرة على هذه القطاعات وانتهاءً بمشاكل نقص الغذاء، أدت إلى نشوء نوع جديد من الهندسة ليدرس في مختلف الجامعات وهو الهندسة الزراعية وتعرف بأنها فرع من فروع العلوم التطبيقية التي تعنى بتطبيق ونشر النظريات الهندسية والعلمية وتطوير أساليب التقنية الحديثة في مجالات الزراعة والمياه والغذاء والبيئة.
تخصص الهندسة الزراعية
والهندسة بمفهومها العام تضم العلوم التي تدرس نشاط الإنسان في المجتمع ومحاولته استخدام الموارد الطبيعية المتوافرة ووضعها تحت تصرفه، وبالمفهوم الزراعي الخاص تم الاستخدام العلمي لأنماط وأساليب الزراعة مما يزيد الرقعة الزراعية وتحسين الانتاج الزراعي.
يدرس الطالب الهندسة الزراعية لمدة 4 أو 5 سنوات بحسب كل جامعة حيث يدرس خلال السنوات الأولى مقررات نظرية لجميع الطلاب دون اختصاص يميز كل طالب عن الآخر مع وجود تطبيق عملي خاص بكل مقرر، وتكون المقررات الدراسية لهذا التخصص عبارة عن مزيج بين ما يشمل تخصص الزراعة بصفة عامة والدراسة العميقة في الهندسة وتطبيقاتها على الزراعة وكأمثلة عنها: ( الكيمياء العضوية- الفيزياء- الاقتصاد الزراعي- البرمجة ونظم المعلومات- النبات العام- علم الحيوان العام- الكيمياء التحليلية- الكيمياء الحيوية- الكيمياء البيئية- الدواجن- الإحصاء الزراعي- علم التربة وغيرها….)، يلي ذلك التخصص في السنوات الأخيرة حيث تتوفر اختصاصات عديدة لهذا الفرع ويختار الطالب تخصصه بحسب معدل درجاته في السنوات الاولى وسنذكرها بشكل موجز
1-علوم البستنة: يعنى بالخضار والفاكهة وتخزين الحاصلات البستانية ونباتات الزينة وتنسيق الحدائق والنباتات الطبية والعطرية.
2-وقاية النبات: يعنى بأمراض النبات الفطرية والبكتيرية والفيروسية والحشرية بالإضافة للآفات الحيوانية (قوارض ،طيور) متضمناً مكافحتها بالإضافة إلى الحشرات المفيدة (دودة القز والنحل).
3-علوم الأغذية: يعنى بالصناعات الغذائية وطرق التصنيع وكيمياء الأغذية ومراقبة خطوط الإنتاج وسلامتها وجودتها.
4-الهندسة الريفية: يعنى بدراسة وتصميم شبكات الري والصرف الزراعي والآلات الزراعية وآلية عملها بالإضافة لعلم المساحة.
5-المحاصيل الحقلية: وتشمل دراسة الحبوب والمحاصيل الاستراتيجية (قمح، شعير، ذرة) وتلك التي تزرع على مساحات شاسعة ( فول، حمص، عدس ….) بالإضافة إلى خواصها الهامة تسويقياً وتصنيعياً.
6-الانتاج الحيواني: يدرس المجترات والطيور الداجنة والأرانب بالإضافة للأسماك وفيزيولوجيتها وشروط تغذيتها ورعايتها بالإضافة إلى أمراضها.
7-الاقتصاد الزراعي: يشمل التسويق الزراعي ومبادئ الاقتصاد والسياسات الزراعية بالإضافة إلى طرق تحليل وجمع البيانات الزراعية.
8-قسم التربة (الأراضي): يشمل دراسة فلزات الأرض، وأنواع الترب وخواصها وتحليلها وطرق معالجة مشاكلها ومدى ملائمتها للنشاطات الزراعية.
9-الموارد الطبيعية: يعنى بالنظم البيئية المختلفة ودورات العناصر والسلاسل الغذائية وعلاقة النشاطات الزراعية بالبيئة وتأثيرات المناخ بالإضافة لدراسة الموارد الطبيعية (مياه- رياح- تربة….).
وتكون المقررات في كل قسم متصلة بالمقررات التي تمت دراستها خلال السنوات الأولى ولكن تصبح بشكل أوسع وأعمق بحسب كل اختصاص.
إيجابيات وسلبيات دراسة تخصص الزراعة
الإيجابيات:
- انعدام الروتين اليومي الممل، لأنَّ عمل المجال الزراعي مُتنوعًا، وهذا ما يجعله مُمتعًا.
- لا تنحصِر تطبيقات هذا التخصص فقط على الأعمال المنزلية، والحدائق؛ حيث أنَّ مجالاته واسعة في مُختلف أرجاء العالم.
- يُشجِّع التخصص بشكلٍ كبير على الإنتاجية، والإبداع والتطوير.
- المساهمة في حل المشاكل الأكثر إلحاحًا التي تواجه القطاع الزراعي عن طريق إجراء الأبحاث، والدراسات التي من شأنها أن تلعب دورًا في إيجاد الحلول المناسبة لتلك العقبات.
- أن يُصبح الطلبة قادرين على القيام بمجمل العمليات الزراعية والتي تتضمّّن تصميم الآلات الزراعية، وصيانتها، وتشغيلها، والإشراف على عمليات الزراعة الإدارية.
- توعية المجتمع من حيث ترشيد استخدام الموارد المائية المتاحة.
السلبيات:
- قلة فرص العمل.
- التعرُّض لأمراض الحساسية لمن يُعاني منها؛ فكما ذكرنا أنَّ من يُعاني من حسياسية النباتات، والأشجار، والحشرات، عليه أن يتجنَّب هذا التخصص.
- الكلفة العالية في حال التفكير ببدء مشروع خاص في المجال الزراعي، وذلك لأنَّ تكلفة الزراعة، والبذور، والمواد الزراعية عالية.
- ينظُر أحيانًا بعض الناس الذين يُؤمنون بثقافة العيب نظرة سلبية إلى المزارع على أنَّه عامل، وهذا للأسف من أكبر الأسباب التي قد تُؤدِّي إلى البطالة.
- تعرُّض أصحاب التخصص إلى المبيدات، والمواد الكيماوية.
عدد سنوات الدراسة
يدرس المهندس الزراعي كغيره من مهندسي التخصصات الأخرى خمس سنوات وغالباً ما تكون السنوات الثلاث الأولى دراسة عامة يدرس فيها الطالب مختلف العلوم الزراعية، ثم يتخصص الطالب في السنتين الأخيرتين بالتخصصات الزراعية المختلفة والتي تشمل: علوم الأغذية،علوم البستنة، هندسة الحدائق، وقاية النبات، الإنتاج الحيواني، الهندسة الريفية، الاقتصاد الزراعي، الموارد البيئية المتجددة، علوم التربة، المحاصيل الزراعية، و التقانة الحيوية.
لماذا عليك اختيار تخصص الهندسة الزراعية
إن لتخصص الهندسة الزراعية أهداف عديدة وكثيرة تعود على الطالب والمجتمع:
1-يؤهل هذا التخصص الطالب نظرياً وعملياً من خلال مناهج ومقررات متخصصة.
2-إجراء العديد من الأبحاث لمعالجة وحل المشاكل الزراعية ووسائل التقنية.
3-نشر المعرفة للمجتمع بإقامة دورات علمية متخصصة.
4-تطوير وتنمية الفكر عن طريق خلق بيئة إبداعية.
5-يصبح الطالب قادراً على تصميم وتشغيل وصيانة وإدارة الآلات والمعدات الزراعية المستخدمة في عمليات الانتاج الزراعي.
6-الاستغلال الأمثل لإدارة الموارد المائية وترشيد استخدامها.
7-يصبح لديه قدرة على هندسة البيوت المحمية وزراعات الأنفاق.
ما هي أهمية تخصص الهندسة الزراعية؟
استكمالًا لموضوعنا الذي يتناول معلومات عن تخصص الهندسة الزراعية سنوضح أهمية هذا التخصص كما يأتي:
- له العديد من المجالات الإنتاجية المتطورة.
- لا ينحصر مجال هذا التخصص على المجال الزراعي فقط بل له العديد من المجالات التي يتطلبها سوق العمل.
- يساعد في تطبيق واستخدام الآلات التكنولوجية الحديثة والتقنيات المتطورة لحل مشاكل الإنتاج الزراعي والموارد الطبيعية.
- يساعد هذا التخصص على توعية المجتمع بشكل إيجابي لترشيد الموارد المائية.
- يتوافر لخريجي تخصص الهندسة الزراعية الكثير من الوظائف ذات الأجور والرواتب العالية.
ماهي أقسام الهندسة الزراعية؟
- الموارد الطبيعية وهي تهتم بدراسة العوامل الطبيعية كالمناخ والتربة والمياه والتي لها تأثير على العمليات الزراعية.
- علم البستنة ودراسة المحاصيل الزراعية.
- علم الأغذية يدرس سلامة الأغذية.
- علم التربة ويدرس أنواع التربة ومعالجة مشاكلها.
- الهندسة الريفية دراسة عمليات الري الزراعي.
- وقاية النباتات يدرس طرق حماية النباتات.
مجالات العمل المتاحة في الهندسة الزراعية
يعد مجال الهندسة الزراعية من أكثر المجالات الذي لديه وظائف كثيرة نتيجة لارتباطه بالزراعة في وقت أصبح توجه العالم بأغلبه إلى سياسة نشر الحدائق والمزارع بالإضافة لتكثيف الصناعات الغذائية ذات العلاقة الوثيقة بالزراعة أدى ذلك لجعل الخريجين في الهندسة الزراعية في مقدمة المستفيدين والتي تختلف باختلاف الاختصاص ومن هذه الفرص الوظيفية:
1-العمل كمشرف زراعي: ففي أي أرض زراعية يستوجب وجود متخصص لعلوم الزراعة يباشر أعمال الفلاحة والبستنة التي يقوم بها الفلاحون والمزارعون بشكل مستمر ويتابع المشاكل التي من الممكن أن تظهر أثناء الزرع والحصاد وغيرها..
2-العمل في مصانع الأغذية: وهو العمل في شركات الانتاج الغذائي بكافة أشكالها وشركات التصنيع الغذائية وشركات صناعة الألبان والعصائر..
3-العمل في التخطيط الزراعي: إن خريج تخصص الزراعة يعد عنصراً فاعلاً في المؤسسات التي تعنى بإجراء البحوث على الأراضي القابلة للزراعة باعتباره أقدر وأكفأ من غيره لدراسة أنواع التربة المختلفة.
4-العمل في مجال التشجير والبستنة: وهو دور أساسي من أدوار الزراعيين والعمل في نشر الرقعة الخضراء في المدن فقد يجدون عملاً في تنسيق الحدائق والعناية بالنباتات( المشاكل).
5-مجال الثروة الحيوانية: حيث يكون لدى خريج تخصص الانتاج الحيواني الأولوية في العمل في المزارع والحقول للإشراف على الثروة الحيوانية وتوجيه النصح والارشاد للمزارعين وأصحاب الثروات الحيوانية فيما يخص توزيع وتسويق منتجات الألبان واللحوم في الأسواق.
6-اختصاص وقاية النبات: إن خريجين هذا الاختصاص يعملون في الصيدليات الزراعية وتقديم الاستشارات العلاجية لأمراض وآفات المحاصيل.
7-اختصاص الهندسة الريفية: يعمل الخريج في قطاع الري (شبكات الري والصرف) هذا بالنسبة للقطاع الخاص أما في القطاعات العامة يمكن للخريج العمل بالجهات الحكومية ذات العلاقة مثل الجامعات ومراكز الأبحاث و وزارة الزراعة و وزارة الموارد المائية ووزارة البيئة ووزارة التنمية الإدارية والمحلية وغيرها من المؤسسات.
نسبة الطلب على تخصص الزراعة ونسبة ركوده
مستقبل تخصص الزراعة
لا شك أنَّ الزراعة تُعْتَبَر من أهم القطاعات الموجودة في حياة الإنسان لأنَّها هي التي تمد البشرية بالغذاء، والمصادر الغذائية، سواءً كانت نباتية أم حيوانية. ومن المستحيل أن نجِد أي بلد في العالم تخلو من الزراعة، أو تستطيع الاستغناء عنها؛ فالزراعة هي عملية منتشرة في كل بقعة من بقاع الأرض. دعونا نستطلع نسبة الطلب عليها.
تتراوح التخصصات الزراعية في العالم العربي بين مطلوبة ومُشبعة وراكدة.
إذ تعني حالة الطلب على التخصص أي أنَّ سوق العمل بحاجة إليه، وبالتالي، يستطيع خريجيه العثور على وظيفة.
وتعني حالة الإشباع والركودد وصول سوق العمل في الدولة إلى الاكتفاء من خريجي هذا التخصص، وعدم توفُّر شواغر وظيفية في الفترة الحالية. وبالتالي، يَصعُب على خريجيه إيجاد وظيفة.
كما تعني حالة الركود عدم الحاجة نهائيًا لهذا التخصص خلال تلك الفترة.
يُعتبر التخصص مطلوبًا في سوق العمل الخليجي، ويحتاج سوق العمل في دول الخليج إلى التخصصات الزراعية، وخاصةً تخصص البيئة والمياه، وذلك لأنَّ دول الخليح تتطلّع إلى التركيز على التخصصات العملية أكثر من الإدارية في المستقبل.
للأسف، لا تُعتبر التخصصات الزراعية مطلوبة في الأردن كونها تتراوح بين مُشبعة وراكدة. بينما تُصنَّف التخصصات الزراعية في الدول الأوروبية أنَّها من أكثر التخصصات طلبًا حيث يزداد الطلب عليها يومًا تلو الآخر، وذلك نظرًا للعقبات، والتحديات، والصعوبات التي تُشكِّل عائقًا على العمليات الزراعية. ومن بعض الأمثلة على أكثر التخصصات الزراعية طلبًا في سوق العمل الأوروبية ما يلي:
- الإشراف على العمليات الإدارية في الزراعة.
- الإشراف على المزارع.
- محاسب زراعي.
مجالات الدراسات العليا المتاحة في الهندسة الزراعية
1-يمنح هذا القسم درجتي الماجستير والدكتوراه في مجالات عديدة تابعة للتخصصات التي يدرسها الطالب اثناء الدراسة الجامعية منها:
- هندسة الآلات الزراعية
- هندسة الري والصرف
- هندسة تصنيع الأغذية
- هندسة المنشآت الزراعية
- الهندسة البيئية
2- يهتم بدراسة النظريات العلمية والتطبيقات الهندسية الخاصة بتصميم وتشغيل وصيانة وغدارة الآلات.
3- يهتم بتخطيط وتصميم طرق الري التقليدية والحديثة.
4- يهتم بالجانب الهندسي للصناعات الغذائية والذي يرتكز على الأسس الرياضية ليتم عمليات وأجهزة التصنيع الغذائي.
5- يعنى بالأسس الهندسية في تصميم المنشآت الخاصة بالإنتاج الحيواني (كمباني الدواجن والأبقار) والإنتاج النباتي( كالبيوت المحمية وغرف النمو).
6- يتمكن خريج الدراسات العليا من العمل كمحاضر في إحدى تخصصات الهندسة الزراعية لدى الجامعات والمعاهد، وكذلك العمل في الشركات كمتخصص في أحد مجالات الهندسة الزراعية.
7- تطوير وتنمية مجالات الهندسة الزراعية والزراعة الآلية واستخدام المكنة الزراعية وذلك من خلال طلاب الدراسات العليا.
وهكذا نكون قد تعرفنا على تخصص الهندسة الزراعية الذي أصبح أحد أهم الأسس في البنى الاقتصادية والذي ما زال يلاقي تطوراً كبيراً يسهم في بناء قاعدة اقتصادية متينة.