هندسة الطيران. لقد راود الإنسان حلم الطيران منذ القدم، عندما كان يرى الطيور تحلق في السماء مُتسائلًا عن طريقةٍ يطير بها، فكانت عدّة محاولات للطيران قام بها أشخاصٌ كعباس بن فرناس وجورج كايلي.
تعود نشأة اختصاص هندسة الطيران إلى أولى محاولات الإنسان للطيران في الفترة ما بين أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيثُ اقتصرت الهندسة على تجارب وأفكار مأخوذة من هندسات أخرى.
فقد توصل العلماء لمجموعةٍ من الأفكار الهامة شكلت مفتاحًا للدخول إلى عالم هندسة الطيران والتوسع فيها، وبدأت المحاولات لتصميم طائرةٍ تمكن الإنسان من التحليق في الجو بسهولة، إلى أن تمكّن الأخوان رايت من صنع أول طائرة ذات مروحة ومحرك عام 1903، وبعدها حصل تطوّر كبير في هذا المجال خلال الحرب العالمية الأولى تجلى في تصميم الطائرات العسكرية التي شاركت في الحرب، وعلى مرِّ السنوات استمر التقدم في مجال الطيران حتى عرفنا الطائرات المستخدمة في يومنا هذا، إضافةً لإطلاق الأقمار الصناعية في الفضاء الخارجي.
لذلك، كان لا بدَّ من وضع تخصصٍ علميٍ في الجامعات أُطلق عليه هندسة الطيران، والذي يدرس الطيران داخل الغلاف الجوي وخارجه، ويُعنى بتخريج مهندسين ذوي خبرة، جرت تسميتهم بمهندسي الطيران.
تخصص هندسة الطيران:
مدّة الدراسة في كلية هندسة الطيران هي 4 سنوات يتعلّم فيها الطالب في السنة الأولى مواد كالرياضيات والفيزياء والكيمياء، إضافةً لمدخل إلى علم الطيران، ثم يبدأ في السنة التالية بدراسة العلوم المؤثرة والمتعلقة بالطيران كالثرموديناميك والديناميك والمقاومة، ثم يبدأ بالتخصص بإحدى فروع الهندسة، والتي تهتم بخمسة مباحث رئيسية وهي:
1-علم قوى الهواء أو ما يُسمى بالديناميكا الهوائية: وهوى العلم الذي يُعنى بالتصميم الخارجي للطائرة مثل: الذيل والجناح حتى تتمكن الطائرة من توليد القوة اللازمة للتغلب على قوة الجاذبية.
2- علم الاستقرار والتحكم: وهو العلم الذي يُعنى بكيفية التحكم بالطائرة واستقرارها في الهواء.
3- علم أنظمة الدفع: هو العلم الذي يدرس محركات الطائرة هذه المحركات هي التي تولد القوة اللازمة لرفع الطائرة عن الأرض.
4- علم الإنشاءات والهياكل: هو العلم الذي يُعنى بتصنيع هياكل الطائرات، والمواد المستخدمة في صناعة هياكل الطائرات.
5- علم إلكترونيات الطيران: هو العلم الذي يُعنى بإلكترونيات الطيران والطيَّار الآلي وأنظمة الملاحة والرادار والاتصالات.
لماذا عليك اختيار دراسة هندسة الطيران:
إنَّ العمل في هندسة الطيران يستوجب الحذر الشديد والعناية الفائقة لتقليل حوادث هبوط الطائرات بشكلٍ اضطراري أو بشكلٍ قسري. لذلك، سلامة الطائرة هي من الأهداف الرئيسية لهندسة الطيران، والبحث دومًا عن تصميماتٍ جديدةٍ أكثر حداثةً لتساعد في تقليل استهلاك الوقود، وتقليل تلوث الجو من عوادم محركات الطائرات. لذلك، يترتب على مهندسي الطيران مهام أساسية هي:
1- إيجاد المستلزمات الضرورية التي تلزم لإنتاج التصميمات الحديثة من الطائرات التي تتمتع بالكفاءة العالية.
2- إقرار كلفة الإنتاج ووضع خطَّة زمنية للإنتاج وفقًا للمواصفات المُتعارف عليها دوليًّا.
3- التواصل دومًا مع آخر البحوث العلمية والنظرية في مجال الطيران.
4- إنتاج التصاميم واختيارها قبل البدء بتنفيذها.
5- تطوير أجزاء الطائرات وأنظمة عملها وأدائِها.
6- القدرة على تركيب قطع وأجزاء الطائرة.
7- وضع المنتجات وإجراء التعديلات اللازمة لها وإعادة اختيارها من جديد.
8- كتابة التقارير الإرشادية والوقائية اللازمة.
9- تقديم المشورة الفنية.
10- تحليل المعطيات والبيانات لتلافي الأخطاء.
11- توصيف حمولات الطائرة.
أمَّا في ما يتعلق بهندسة الفضاء التي تهتم بالأقمار الصناعية، فيقع على عاتق مهندس الطيران ما يلي:
1-تحديد مسار القمر الصناعي وتغيير سرعته، والأخذ بعين الاعتبار جملة العوامل المؤثرة في القمر كالشمس والقمر وبقية النجوم.
2- تحديد محركات الأقمار الصناعية الدافعة، والتي تُؤمِّن قوةً دافعةً كبيرةً لإيصال القمر للمسار المُحدد، وتنفيذ رحلات فضائية بأطول فترة ممكنة.
3- التحكم بإطلاق القمر الصناعي أو المكوك حتى يصل إلى السرعة والمسار المحددين له، وتأمين كلّ ما يلزم ليقوم بعمله دون مشاكل.
مجالات العمل المتاحة بعد دراسة هندسة الطيران
بعد الدراسة في الجامعة عن كلِّ ما يتعلق بالطيران، أول ما يتبادر للذهن أنَّ مكان عمل مهندس الطيران هي المطارات، وفيها يقوم بالاهتمام بأمور الطائرة والكشف الدائم عليها قبل كلِّ طيران وصيانة ما يستوجب ذلك، حتى تصبح الطائرة في جهوزية تامَّة للقيام بالرحلة المخصصة لها.
كما يُمكن لمهندس الطيران العمل في:
1- تصميم وتصنيع الطائرات، وذلك في الدول المتقدمة التي تملك معامل تصنيع الطائرات.
2- تصميم وتصنيع محركات الطائرات، حيثُ يعمل المهندس في صيانة الآلات الحرارية والتوربينات على اختلاف أنواعها.
3- قيادة الطائرات، حيثُ قامت بعضُ الدول مؤخرًا باشتراط أن يكون قبطان الطائرة هو مهندسُ طيران.
4- اختبار الطائرات: حيثُ يقوم مهندس الطيران برحلاتٍ تجريبية يتأكّد فيها من أداء الطائرة وكفاءتها.
4- العمل في محطَّات توليد القوى أيّ المحطَّات التي تقوم بتوليد الطاقة.
5- العمل في صيانة المروحيات ومصانع الصواريخ، والانتساب إلى وكالات الفضاء الموجودة في الدول المُتقدمة.
مجالات الدراسات العليا
يمكن لخريج هندسة الطيران متابعة دراسته والحصول على شهادة الماجستير في اختصاصه، والتي تتناول المواضيع التالية:
1- هندسة الطيران.
2- تقنيات الإصلاح والإدارة.
3- الطيران وتقنيات علوم الفضاء.
4- إدارة الطيران.
مدّة دراسة الماجستير هي سنتان، يحصل الطالب من خلالها على الخبرات التالية:
1- امتلاك قدرة أكبر على العمل، حيثُ يصبح لدى الطالب مهارات ومعرفة وخبرات أكثر في الاختصاص الذي درسه بالشكل الذي يساعده في الحصول على وظائف أعلى وأرفع.
2- الحصول على المهارات والبحوث والمعارف التحليلية الأساسية لحل المشاكل، والعمل مع أقرانهم في المجالات الهندسية .
3- إنَّ الدراسات العليا تفتح الباب أمام مجموعة واسعة من الفرص الوظيفية المحتملة، والتواصل الفعَّال والتطبيق السليم للمهارات النظرية، والتعرف على البيئات الهندسية العالمية.
يمكن للطالب بعد أن ينهي الماجستير أن يتقدم للحصول على شهادة الدكتوراة في الطيران والتي مدتها 3 سنوات.
المصدر : منصة أراجيك – Arageek