الأدب العربي . إن علوم اللغة دائمًا ما تسعى لخلق إنسان أفضل وأكمل وأشمل من كلّ جانب، فهي لا تُنمي الشخصية فحسب، بل تُغذي العقل بشتى الفنون والعلوم أيضًا، وهذا يفتح آفاقًا لا تُحصى أمام العقل البشري لاستيعاب المزيد والمزيد من المعلومات حول الفنون التي ابتدعها البشر للبشر، ولعلّ أحد أفضل تلك العلوم اللغوية هو علم الأدب، حيثُ يستطيع من خلاله المرء تكوين نظرة عميقة للنفس والحياة، وذلك عبر القراءة في المعارف الأدبية المختلفة التي تقع بين يديه.
تخصص الأدب العربي
بالنسبة إلينا نحن العرب، فإنَّ أفضل الآداب هو الأدب العربي، فالأدب بالمُجمل هو كلّ الفروع والفنون والعلوم المسطورة على الورق والتي يمكن فهمها عبر القراءة البصرية، لكن مفهوم الأدب العربي فعلًا هو الأعمال الأدبية التي صنعها كُتّاب عرب من أجل حكاية قصة، إيصال معنى، أو إعطاء عبرة للقُرّاء بشكلٍ أو بآخر. لذلك، دراسة ذلك التخصص تُعتبر مليئةً بالمتعة والمعرفة، حيثُ أنت هنا لا تدرس فقط من أجل الحصول على وظيفة، بل أيضًا من أجل الاستمتاع بسنين دراستك الجامعية إلى أقصى حد.
ماذا تدرس في الأدب العربي ؟ ولماذا عليك أن تختاره؟
إذا كنت ممن يهتمون بالأدب ومتابعة أخباره بشكل عام والأدب العربي بشكل خاص سوف تجد ضالتك في دراسته، حيثُ سوف يأخذك المحتوى الأدبي إلى جذور الأدب العربي من الجاهلية وحتى العصر الحديث، ولكن يجيب عليك أن تعرف بعض الجامعات العربية تدرّس اللغة العربية كقسم خاص يتبع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية، والبعض الآخر يتبع لكلية الشريعة والمعاهد الشرعية، ومن أهم المواد التي سوف تدرسها في هذا التخصص، والتي تشترك فيها أغلب الجامعات العربية والعالمية:
أولًا: الأدب سوف تذهب في رحلة في أدبنا العربي من الجاهلية فالإسلام فالعصر الأموي فالعباسي والأندلسي مرورًا بالعصر المملوكي فالعثماني وانتهاءً بالعصر الحديث، حيثُ تتعرف على الشعر بنظاميه القديم والحديث، والمقامات الأدبية، والأدب النثري من مقالة وقصة ورواية وخاطرة وخطابة.
ثانيًا: النحو لا بدَّ لك كـ طالب في قسم اللغة العربية أن تدرس قواعد وأصول النحو العربي، وذلك ابتداءً من أقسام الكلام إلى وجوه الإعراب النحوي كمفردات وحروف وجمل.
ثالثًا: هناك بعض المواد التي سوف يكون لك نصيب في دراستها في حال اخترت اللغة العربية مجالًا لدراستك الجامعية ومنها: القرآن الكريم وإعجازه اللغوي، والمكتبة العربية وما تحتويه من كتب تتعلق بالفقه اللغوي العربي. كذلك، سوف تدرس علم اللسانيات وما يتعلق به، وأيضًا سوف تدرس النقد والبلاغة العربية وعلم الجمال.
مجالات العمل المتاحة بعد التخرج من الأدب العربي
1- يُمكن أن تعمل كمُعلم صف، وهذه في الواقع المهنة الأكثر شيوعًا، فبأخذ شهادة جانبية في العلوم التربوية، يُمكن أن يتمّ تعيينك في مدرسة حكومية أو خاصة لتعمل بها برتبة مُعلم صف، حيثُ هنا تكون مهنتك هي تدريس اللغة العربية إلى الأطفال والمراهقين والشباب في المدرسة، لتصنع جيلًا خلف جيل مُتقن لمبادئ اللغة العربية، وقادر على القراءة والكتابة والنطق بمنتهى الاحترافية والسلاسة.
2- يُمكنك أن تصقل مهاراتك الكتابة والأدبية لتعمل ككاتب صحفي في إحدى الصحف المحلية، وإذا اجتهدت وحصلت على شهادات عديدة في مجال الترجمة من العربية إلى لغات أُخرى، يمكن لك أن تتقدّم للعمل كمُترجم في الصحف، وسائل الأخبار، أو مكاتب الترجمة الخاصة.
3- يُمكنك أن تعمل كناقد فني في الصحف والمجلات الفنيّة، وهنا مجهودك وأسلوبك الفني هما اللذان سيشفعان لك في تلك الوظيفة، أو من الناحية الأُخرى يمكن لك أن تعمل تلك الوظيفة لكن بشكلٍ غير رسمي على الإنترنت، فهناك آلاف المواقع التي تُوظّف النقّاد الفنيين الذين يستطيعون عمل مُراجعات فنية عديدة للروايات، والكتب والأطروحات الأدبية الجديد في سوق الأدب.
مجالات الدراسات العليا:
خوض تجربة الدراسات العُليا بعد التخرج هو شيء رائع جدًا، وخصوصًا بالنسبة إلى دارسي الأدب العربي. فدارس الأدب العربي عندما يقوم بتحضير رسالة علمية بعد تخرجه، تكون تلك الرسالة متمحورة حول أحد فروع الأدب، وهو من خلال تلك الرسالة سيقوم بتوسيع دائرة معارف الأدب العربي قليلًا، وهذا لشرف عظيم بحق لدارس اللغة العربية. وبعد إتمام الدراسات العُليا يمكن أن تحصل على شهادة ماجستير أو دكتوراة في مجال الأدب العربي لتصير بعدها أستاذًا جامعيًّا مرموق الشأن، ومن أهم الماجستيرات المتعلقة باللغة العربية الماجستير اللغوي أو ماجستير في النقد الأدبي كما يمكنك أن تحصل على ماجستير في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، ويمكنك أيضًا أن تتابع دراستك وتحصل على دبلوم تأهيل تربوي إذا كنت سوف تختار التدريس مهنتك المستقبلية.
المصدر: منصة أراجيك – Arageek