قسم معلم صف:
تسعى أغلب الهيئات الرسمية لخلق معلم صف من خلال الهيئات التربوية الحكومية مثل (كلية التربية)، وتلك الهيئة تُقدّم في أغلب البلدان طريقتين لتحقيق تلك الغاية: الأولى هي انضمام الطالب إليها ليدرس لسنوات طِوال المواد التربوية، والثانية هي أن ينضم إليها لمدّة عام واحد فيما يُعرف بالـ (دبلومة التربوية)، ليستطيع بعدها العمل كمُعلم.
لماذا عليك أن تدرس تخصص معلم صف :
أن تكون معلم صف هذا معناه أنَّك يجب أن تختار المادة العلمية التي تُريد أن تقوم بتدريسها للطلبة عندما تتخرج، وبناءً عليه تختار القسم المناسب لك من ضمن أقسام الهيئة التربوية التي تقدمت إليها بطلب انضمام، وبعد قبولك بالمؤسسة التربوية سوف تشرع في دراسة مواد تربوية بجانب موادك العلمية التخصصية.
في العام الأول من الدراسة أنت تدرس بعض المواد التربوية البسيطة بعينها، والتي تساعدك على الانتقال من مرحلة الثانوية / التوجيهية إلى مرحلة الجامعة، وأنت تدرك فعلًا ما معنى جملة (الطالب المُعلّم)، حيثُ أنَّك الآن لست طالبًا كسائر طلّاب الجامعات، أنت الآن شخص سيتحمل مسؤولية أجيال خلف أجيال وتقع على عاتقك مهمة توسيع المدارك وإنارة العقول. لذلك، مواد العام الأول تساعد على غرس مبادئ المهنة فيك، فأنت في البداية تدرس ماهية التعليم، وما الفرق بين التعليم والتدريس، ولماذا يجب أن نُطلق على الشخص القائم بالعملية التعليمية مُعلمًا وليس مُدرسًا، وما الفرق بين التعليم القديم والحديث، وأشياء عديدة أساسية تخص أن تكون مُعلمًا بشكلٍ عام.
وبجانب تلك المواد التربوية أنت تدرس موادًا أُخرى عامة أو تكميلية، والتي يُمكن أن نطلق عليها بمعنى أصح (مواد تثقيفية)، فبعض الهيئات تقوم بطرح مواد ثقافية عليك لتقوم بالاختيار منها مادة أو أكثر لتدرسها بشكلٍ جانبي بجانب موادك التربوية والعلمية، ومن ضمن تلك المواد يمكن أن نقول أنَّك يمكن أن تدرس حقوق الإنسان، فلسفة التعليم، الثقافة العلمية والمنهج العلمي، علوم البيئة، وغيرها الكثير.
عندما تنتهي من العام الأول فقد أصبحت قادرًا على استيعاب ماهية التعليم وماهية كونك مُعلمًا، الآن يجب عليك التعمق أكثر في المجال التعليمي، وذلك التعمق يتأتى عبر دراسة مواد تخصصية أكثر في المجال مثل: سيكولوجية التعليم، علم النفس التربوي، الإدارة الصفية، إلخ. ومن هذه المرحلة وحتى نهاية الدراسة بالكامل في الهيئة التربوية سوف تمر على الكثير من المواد التخصصية الأُخرى، وبالطبع سوف تمر بصفوف عملية بداخل الهيئة وخارجها، فيما يُعرفان بالتربية العملية والتدريس المُصغّر.
مجالات العمل بعد التخرج:
1- العمل كمُعلم كيمياء إذا كان تخصصك هو الكيمياء، وهكذا نفس الحال في البيولوجيا والجيولوجيا وعلم النفس والتاريخ والجغرافيا واللغات بأنواعها، وأيّ فرع علمي آخر تتخصص فيه بجانب العلوم التربوية.
2- العمل كمُعلم في مؤسسة حكومية رسمية مثل المدارس الحكومية والتي تخضع لإشراف الدولة، وتلك يأتي لك تعيين رسمي من قبلها عبر عقدٍ توظيفي دائم، أو يمكنك العمل في مؤسسة خاصة وغير رسمية مثل المدارس الخاصة التي لا تخضع بالكامل لإشراف الدولة، فبالتالي يُمكن أن يكون عقدك التوظيفي مؤقتًا. لكن إذا كان مجهودك حسنًا، يُمكن أن تُجدد لك المدرسة العقد مرةً أُخرى كلما تنتهي مدته.
3- أيضًا يمكن لك أن تدرس بشكلٍ تعمقي أكثر في الفرع العلمي الذي كنت تدرسه بجانب العلوم التربوية، لتحصل بعدها على شهادة تفيد بتعمقك في ذلك المجال، ومن ثم تستطيع دخول سوق العمل الخاص بذلك المجال، وفي هذه الحالة ستكون الشهادة التربوية عاملًا إضافيًّا لك، أي عامل مُساعد ليس إلَّا.
مجالات الدراسات العليا المتاحة:
في الواقع معلم الصف لديه (وعلى عكس سائر التخصصات) فرصتان لعمل دراسات عُليا قوية ورصينة، مما يجعل ذلك التخصص مرغوبًا من قبل الطلاب على مستوى العالم.
- الفرصة الأولى تتمثل في عمل دراسات عُليا في المواد التربوية، حتى تصل في النهاية إلى رتبة أستاذ جامعي في مادة أو فرع تربوي بعينه، لتكون أستاذًا في ذلك الفرع بالجامعة بعد ذلك.
- والفرصة الثانية هي عمل دراسات عُليا في المواد العلمية التطبيقية أو الأدبية التي درستها بشكلٍ منُفصل أثناء سنوات دراستك بالهيئة التربوية، فيمكنك أن تقوم بعمل دراسات عُليا في البيولوجيا على سبيل المثال، لتصبح أستاذًا جامعيًّا في تلك المادة.
المصدر : منصة أراجيك – Arageek