تخصص التاريخ:
من التخصصات الشغفية والنادرة جدًا في المجتمعات العربية هي التخصصات التاريخية، فنادرًا ما تجد شخصًا ولجَ كليةً ما تنتمي إلى جامعة ما من أجل دراسة التاريخ، لكن بالرغم من ذلك نجد آلاف الشغوفين بالتاريخ كلّ عام يتوافدون على الهيئات التعليمية المُتخصصة في تدريس التاريخ. أنت تدرس التاريخ من أجل الشغف في المقام الأول، ثم العمل والحياة في المقام الثاني، وهذه نقطة هامة جدًا يجب أن تغرسها في ذهنك جيدًا حتى التخرج. اليوم سوف نتحدث عن تخصص التاريخ، وما الذي تدرسه فيه وفرص عمله ودراساته العُليا.
مواد تخصص التاريخ
من الجدير بالذكر أن المواد، والمساقات، والمقررات التي تُدرَّس في تخصص التاريخ تعتمد على البلد التي يدرس فيها الطالب؛ فهو يقوم بدراسة تاريخ البلد التي يُقيم بها، وبالتالي، تاريخ العالم كله. ويتعرَّض الطلاب والطالبات في سنتهم الأولى إلى تاريخ بلدهم الأم، وإلى بعض المقدمات عن تاريخ العالم، إضافةً إلى المواد التاريخية التي تُمهِّد الطلاب لتخصصهم. أمّا في سنتهم الثانية، يتعمَّق طلبة التخصص في المواد التاريخية. وتبدأ فيما بعد في سنتهم الثالثة بالتخصص بلغة واحدة فقط، ليُكملون بها مسيرتهم الدراسية حتى سنته الرابعة. وتُوضِّح لكم القائمة التالية بعض المواد الأساسية التي تتخلَّل سنوات الدراسة لطلبة التاريخ:
- مقدمة إلى الدراسات التاريخية – Introduction to the Historical Studies.
- التاريخ القديم – Ancient History.
- التاريخ الحديث – Modern History.
- التاريخ المُعاصِر – Contemporary History.
- تاريخ العرب – Arabs History.
- تاريخ أوروبا في العصور الوسطى – The European History in the Middle Ages.
- اللغات القديمة – Ancient Languages.
- اللغات الحديثة – Modern Languages.
- الجغرافيا – Geography.
- تاريخ الحضارة الإسلامية – The History of Islamic Civilization.
- تاريخ العالم الحديث والمعاصر – Contemporary History of the World.
يُرجى العلم أنَّ هذه المسميات والمواد تختلف من جامعة أخرى، ومن بلد إلى آخر أيضًا، حيث يعتمِد هذا الأمر في المقام الأول على الدولة الأم التي يُقيم روَّاد التخصص بها. هذا بالإضافة إلى بعض المواد الاختيارية التي يدرسها الطلاب. ولا ننسى بالطبع أنَّ هذه المواد تحتاج إلى متابعة، وقراءة مكثفة، فلا يكفي أن يعتمِد الطلاب والطالبات على المعرفة التي يتلقونها من الجامعة فحسب. وتعرض لكم منصة فرصة قائمة بأهم كتب التاريخ العربية والأجنبية في العالم:
- كتاب البداية والنهاية.
- كتاب الكامل في التاريخ.
- كتاب تاريخ الأمم والملوك.
- كتاب المختصر في تاريخ البشر.
أما بالنسبة للكتب الأجنبية:
- دراسة التاريخ – A Study of History.
- ما هو التاريخ؟ – What is History؟
- تاريخ العرب – The History of the Arab Peoples.
ماذا تدرس في تخصص التاريخ؟ ولماذا عليك أن تختاره؟
كما أسلفنا، فدراسة التاريخ تتبع البلد من جهة، وتتبع العالم من أُخرى. ففي السنة الأولى من دراسة التاريخ أنت تدرس قبسًا صغيرًا من تاريخ بلدك الأم، بجانب بعض المواد التاريخية التمهيدية للمجال. ففي الغالب بالعام الأول أن تدرس موادًا معلوماتية مثل: تاريخ مصر القديمة (أو تاريخ بلدك الأم)، ثم تاريخ العرب بشكلٍ عام، خصوصًا مرحلة مع قبل الإسلام، وتاريخ أوروبا في العصور الوسطى، تاريخ حضارة اليونان، تاريخ آسيا، وتاريخ شعوب الشرق الأدنى القديم. لكن بالطبع أنت تدرس ماضي تلك الحضارات حتى زمن مُعين فقط يُعتبر زمن نشأة وبداية تفتح تلك الحضارة، وتدرس باقي التاريخ عند التطوّر في السنين الجامعية، ومن الجهة الأُخرى تدرس موادًا عامةً مثل: اللغة العربية (الأدب والنحو والصرف)، وكذلك الحاسب الآلي. فتلك مواد جانبية تساعدك على الاحتراف في المجال، وبجانب هذا وذاك تدرس إحدى اللغات القديمة أو الحديثة، سواءٌ كانت يونانيةً أو شرقيةً. فتختار دراسة لغة مثل: اليونانية، اللاتينية، العبرية، الفارسية، التركية.
في العام التالي أنت ترتقي قليلًا في المحتوى التاريخي الذي تدرسه، فتُكمل التاريخ الذي وقفت عنده في العام الأول. لتجد نفسك أمام تاريخ الدولة العثمانية والأموية، وتاريخ وحضارة الرومان في العصر الإمبراطوري، وكذلك تاريخ النبوة والخلافة الراشدة في العصر الإسلامي، وبالطبع تُكمل بعض العناوين سالفة الذكر مثل: تاريخ أوروبا الوسطى، وهكذا بجانب إكمال دراسة لغة شرقية ولغة أوروبية على التوازي.
بعدها تنتقل إلى العام الثالث وفيه تتخصص في لغة واحدة فقط، إمَّا شرقية أو أوروبية، وتُكمل بها عامك الثالث والرابع، وفي الثالث والرابع أنت تنتقل من بدايات الحضارات ونشوء التفكير والمنطق، إلى مرحلة التاريخ الحديث، فتدرس التاريخ العربي الحديث، تاريخ أوروبا الحديث، الحروب الصليبية، وتاريخ بلدك الأم الحديث أيضًا، وهذا بجانب دراسة بعض المواد الفرعية مثل: الجغرافيا السياسية، ومنهج البحث التاريخي. وبعدها تنتقل إلى التاريخ المُعاصر، وفيه تُعايش الأوضاع الجارية، وبه تُنهي دراستك للتاريخ بشكلٍ عام.
بالطبع يجب قراءة ودراسة كتب ومراجع مختلفة أثناء وبعد الانتهاء من الكلية، وهذا للاستزادة من المعرفة وجعل حصيلتك المعرفية أغزر وأرصن، وبهذا تستطيع إيجاد عمل بسرعة بعد التخرج، وأنصحك بقراءة (قصة الحضارة)، من تأليف الفيلسوف والمؤرخ الراحل: ويل ديورانت.
عدد سنوات دراسة تخصص التاريخ
يحتاج روَّاد هذا التخصص إلى مدة زمنية قد تمتد من ثلاث إلى أربع سنوات للتخرُّج منه، حيث يكون هذا الأمر معتمدًا على عدد الساعات، والفصول التي يقتطعونها. ويجب أن يأخذ الطالب بعين الاعتبار الحاجة الماسة إلى الكثير من القراءة، تحديدًا عن الأمور والمواضيع التاريخية التي تُعَد مشوقة بالنسبة له، واللهفة إلى التعلُّم.
إيجابيات وسلبيات تخصص التاريخ
الإيجابيات:
- معرفة أحداث التاريخ القديم، والحديث، وربط المعلومات ببعضها البعض.
- اكتساب المعرفة القوية بطبائع البشر.
- معرفة كيفية تفكير البشر.
- تنوُّع فرص العمل بعد التخرج.
- تطوير مهارات التواصل.
- اكتساب المهارات البحثية.
- القدرة على التفكير المنطقي.
- الوعي الثقافي.
- امتلاك القدرة على التنبؤ بالأحداث المستقبلية.
السلبيات:
- الشعور بالملل من طبيعة التخصص.
- الحاجة إلى حفظ الكثير من المعلومات الدقيقة، مثل التواريخ.
- وجود اللبس في بعض المواد التي تُدرَّس في التخصص.
- الحاجة الماسة إلى مراجعة المعلومات بين الآونة والأخرى.
مجالات العمل بعد التخرج من تخصص التاريخ
- معلم التاريخ، ومعلمو المدارس المتوسطة والثانوية باستثناء التعليم الخاص أو المهني، أو ما بعد التعليم الثانوي
- المؤرخون
- العمل في التقييم الفني
- علماء الآثار
- مرشد سياحي ومرافقة
- مدرسون لمادة الدراسات العرقية والثقافية لمرحلة ما بعد المدرسة
- معلمو العلوم السياسية والجغرافيا والفلسفة والأديان فيما بعد التعليم الثانوي
- علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الآثار
- فنيو المتحف ومراقبونه
- علماء وأخصائيون بيئيون
- علماء الجيولوجيا، ما عدا علماء الهيدرولوجيا وعلماء الجغرافيا
- علماء الغلاف الجوي وعلوم الفضاء
مجالات الدراسات العليا المتاحة:
الدراسات العُليا متاحة بالطبع، فيمكنك التدرج من خانة البكالوريوس، إلى خانة الماجستير، ثم الدكتوراة، ثم الزمالة. وتلك الزمالة على وجه الخصوص تكون بالبلدان الأجنبية عن طريق برامج الزمالة العلمية (وتكلفتها باهظة، إلَّا إذا حصلت على منحة مدفوعة كليًّا أو جزئيًّا).
السمات الشخصية لروَّاد تخصص التاريخ
قُم بالإجابة على الأسئلة التالية، والتي تُساعدك على معرفة فيما إذا كانت شخصيتك، ومؤهلاتك العلمية تُناسبك لدراسة تخصص التاريخ. وانتظر النتيجة!
- حل تُحب السفر؟
- هل لديك خلفية جيدة، ومعلومات كافية حول البلدان، والمعالم التاريخية؟
- هل تتمتَّع بالذاكرة القوية؟
- هل أنت جيد في الحفظ؟
- هل تتمتَّع بمهارات شخصية، ومهارات تواصل جيدة؟
- هل أنت صبور؟
- هل تُعتبَر صحة جسدك جيدة؟ وهل بإمكانك الوقوف لساعات طويلة؟
- هل أنت مُنفتح؟
- هل تستطيع التأقلم مع الظروف الصعبة؟
- هل أنت دقيق؟
- هل تُحب العمل الميداني؟
- هل أنت مستعد لتقبُّل الآراء المختلفة، والنقد كذلك؟
- هل لديك مهارة الاستماع؟
- وهل تُحب القراءة؟
- هل أنت جيد في تدوين الملاحظات، وكتابتها في الوقت المناسب؟
- هل تمتلك ما يكفي من المعرفة التاريخية بشكل عام؟
ولا تقلق في حال لم يكُن هذا التخصص مناسبًا لك؛ فهناك عشرات، بل مئات التخصصات الأخرى التي من الممكن أن تتوافق مع ما تمتلك من ميول، وطموحات.