قد تشعر بالملل من القيود الوظيفية أو بتدخل مديرك في مستقبلك المهني، أو ربما لديك حلم تود تحقيقه من خلال مشروعك الخاص. كل هذه الأسباب تدفعك لدخول عالم ريادة الأعمال.
ومع ذلك، بالرغم من أن الشغف يدفع العديد من الأشخاص للاستقالة من وظائفهم لبدء مشاريعهم الخاصة، إلا أنه يمكن أن تواجه المبتدئين العديد من العقبات. ولذا، سنقدم لك بعض النصائح الهامة، استنادًا إلى تجارب سابقة لعدد من رجال الأعمال وخبراء الإدارة حول العالم، والتي قد تساعدك على تجنب الفشل في مشروعك.
أولاً، يجب أن تكون قد وضعت فكرة المشروع ودرست حاجة السوق لها، وأعددت خطة تنفيذ لهذه الفكرة. وبعد ذلك، يأتي دور الإرشادات التالية لتوجيهك وإضاءة الطريق قبل أن تبدأ في خطوات التنفيذ.
1. ادرس السوق
قبل أن تبدأ في إنشاء شركتك، هناك نصيحة هامة تقدمها محمد الباز، المهندس ورائد الأعمال المصري، صاحب أكاديمية “اعمل بيزنس” التعليمية. يقترح أنه إذا كنت ترغب في الدخول في مجال جديد يستند إلى خبراتك السابقة، فمن الأفضل أن تتريث وتجرب العمل كموظف في هذا المجال قبل أن تبدأ في إنشاء شركتك الخاصة.
عن طريق العمل في شركة تعمل في نفس المجال الذي تنوي الدخول إليه، حتى لو كان ذلك بدون مقابل، ستكون لديك الفرصة لتكتسب خبرة قيمة وتفهم السوق بشكل عملي قبل أن تبدأ بالتزامن في تأسيس شركتك الخاصة. ستتعرف على المشاكل والعقبات التي يواجهها أصحاب المشروعات في هذا المجال، وهذا سيوفر عليك الكثير من الجهد والوقت والمال في المستقبل، ويحميك من الوقوع في الأخطاء التي واجهوها.
2. تفرغ ذهنيا للمشروع
إذا كنت تنوي بدء مشروعك الخاص بمفردك، فمن المهم أن تكون مستعدًا للتفرغ الكامل للمشروع. لا يمكنك أبدًا أن تجمع بين وظيفة بدوام كامل ومشروعك الخاص الذي يحتاج إلى وقت وجهد، خاصة في المراحل الأولى التي تتطلب تركيزًا ذهنيًا وإعدادًا دقيقًا لخطة المشروع.
يجب عليك أن تفكر جيدًا وتقوم بدراسة تأثيرات كل قرار تتخذه. هل تترك وظيفتك الحالية لتركز بالكامل على مشروعك، أم ستستمر في العمل وتخصص وقتًا آخر للعمل على المشروع؟
إذا كان لديك شركاء في المشروع، فيجب عليكم تقسيم المهام بينكم، بحيث يتمكن كل شريك من التركيز على مسؤوليته الخاصة. في هذه الحالة، يمكنك الاستمرار في وظيفتك وتخصيص وقت جزئي للعمل على مشروعك.
يجب عليك أن تتخذ القرار الذي يتناسب مع ظروفك الشخصية ومتطلبات المشروع، وأن تكون على استعداد للتفرغ الكامل إذا اخترت التركيز الكامل على مشروعك الخاص.
3. المراجع
أجرت هيئة المشروعات الصغيرة الأمريكية (SBA)، وهي جهة حكومية، دراسة في مجال إدارة المشروعات، ووجدت أن 50٪ من المشروعات تفشل قبل مرور 5 سنوات على تأسيسها، وأن 96٪ منها لا تستطيع الصمود لأكثر من 10 سنوات.
هذه الإحصائيات المثيرة للقلق دفعت ستيفن بلانك وبوب دورف، رواد الأعمال، إلى البحث عن الأسباب واكتشفوا أن جميع الكتب والدراسات المتخصصة في بناء الشركات تركز على الشركات الضخمة ذات رأس المال الكبير، وتقدم طرق إدارة لا تناسب الشركات الصغيرة والمتوسطة.
استجابةً لذلك، قام بلانك ودورف بتأليف كتاب بعنوان “دليل رواد الأعمال” (The Startup Owner’s Manual)، حيث يقدمون خطوات مفصلة تدرس كيفية تأسيس شركة صغيرة، وهذا يتنافى تمامًا مع الأبحاث التي تُجرى في مجال إدارة الأعمال في المعاهد والجامعات. يهدف هذا الكتاب لتوفير دليل عملي وشامل لأصحاب المشروعات الصغيرة، يختلف عن النهج التقليدي المتبع في مجال إدارة الأعمال.
4.لا تجازف برأس مالك
عندما تقرر بدء مشروعك الخاص، يجب أن تكون حذرًا في استثمار رأس مالك بشكل كامل، خاصة إذا كانت هذه تجربتك الأولى في مجال ريادة الأعمال. من الأفضل أن تتجنب المخاطرة الزائدة.
ينبغي لك أيضًا الاحتفاظ بمبلغ مالي يكفي لتأمين متطلبات حياتك لمدة عام على الأقل. حتى إذا كان المشروع ناجحًا، فإنه من المعتاد عدم تحقيق الأرباح من البداية.
إذا كنت تشارك في مشروع شراكة مع شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص، ودورك يتضمن البحث والجهد، يجب أن يتم توفير راتب شهري لك من قِبَل الممولين للمشروع، كمقابل لعملك وجهودك.
هذه التدابير تهدف إلى حماية رأس مالك وضمان استمراريتك المالية أثناء مرحلة البداية، حيث قد يستغرق الأمر وقتًا قبل أن تحقق المشروع أرباحًا قابلة للملاحظة.
5. الصبر ثم الصبر
اعتن بالصبر وابتعد عن الإحباط واليأس، فلا تتوقع تحقيق كل ما تريده من أول محاولة.
لا تستسلم واستمر في المحاولة، وقم بتحليل أسباب عدم نجاح المحاولات السابقة ومعالجتها. يواجه جميع أصحاب الشركات الناشئة صعوبات كبيرة، بدءًا من عدم الاعتماد على فكرتهم من قِبَل المحيطين بهم، وصولًا إلى تنفيذ غير فعال من قِبَل الموظفين أو العاملين في المشروع، وقد يكون هناك نقص في رأس المال. ومع ذلك، يمكن تجاوز هذه العقبات إذا كانت لديك خطة واضحة وواقعية.
تذكر أن رواد الأعمال الناجحين قد واجهوا تحديات مماثلة ونجحوا بالتغلب عليها بصبر وتصميم. استخدم الفشل كفرصة للتعلم وتحسين استراتيجيتك، ولا تفقد الأمل، فالنجاح يحتاج إلى وقت وجهود مستمرة.
6. اهتم بالتسويق
قم بإيلاء اهتمام كبير لجانب التسويق في مشروعك، حيث يكون تركيز أصحاب المشروعات الصغيرة عادةً على جودة المنتج وتطويره وتجاهل جانب التسويق، ورغم ذلك يعد التسويق أمرًا ذا أهمية كبيرة. ينطبق على الأعمال قاعدة تقول إن تسويق منتج جيد بشكل سيئ يؤدي إلى فشله، في حين يمكن للتسويق الجيد أن يساهم في نجاح منتج متوسط.
لا تعتقد أن التسويق يقتصر فقط على طرق عرض المنتج أو الخدمة للجمهور. بل يشمل سلسلة من العمليات المستمرة مثل طريقة تقديم المنتج للعملاء، وتوصيله لهم، وتقديم خدمات ما بعد البيع، وتعامل فريق خدمة العملاء مع المستخدمين.
مع التطور التكنولوجي وتوافر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، أصبح من السهل الوصول إلى المستخدمين وتحديد خصائصهم. وفي الوقت نفسه، زادت المخاطر المتعلقة بتأثير الانطباعات السلبية للعملاء على سمعة المنتج. فإذا حدث تجربة سيئة لأحد العملاء، يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة بين المستخدمين. لذا، يتطلب الأمر الحذر والتركيز الشديد عند التعامل مع هذه الأمور.
7. تعلم واكتسب خبرات
لا يمكن الاعتماد بالضرورة على أن الأشخاص الذين يكتسبون معرفة في إدارة الأعمال والتسويق من خلال التعليم الأكاديمي هم الأكثر نجاحًا في المجال العملي. فقط لأن شخصًا درس النظريات لا يعني بالضرورة أنه قادر على تأسيس مشروع خاص وجعله ناجحًا.
الخبرة والتطبيق العملي في مجال البيع والشراء ووضع الخطط وتنفيذها تأتي قبل التعلم الأكاديمي. يمكن أن تصقل الخبرة من خلال دراسة النظريات في وقت لاحق.
إذا لم تكن قد درست بشكل أكاديمي، لا تقلق. اهتم بتجربتك العملية واقرأ الكتب المتعلقة بمجال عملك. تعرّف على تجارب الأشخاص الذين سبقوك في هذا المجال. ثم، بعد ذلك، قم بتحسين خبرتك من خلال دراسة المبادئ والممارسات في مجال التسويق والإدارة.
